الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة فيلم « هيكاري » للمخرجة نوامي كاوازي: في درب جمالية المحسوس

نشر في  24 ماي 2017  (22:49)

بقلم الناقد طاهر الشيخاوي- مراسلنا من مهرجان كان

تتواصل العروض بمهرجان كان السينمائي على نسق لا يمكن متابعته، فعدد الأفلام تتجاوز قدرات الشخص الواحد، خاصّة في دورة، كما ذكرنا سابقا، ثقلت فيها الحركة بسبب الإجراءات الأمنية. فكان المعدل اليومي للأفلام التي شاهدتها أربعة والوقت غير كافي للكتابة.

لكن الإنطباع العام لم يتغير كثيرا. لم أشاهد فلما تجاوز العادي بل كانت الأعمال في معظمها متوسطة أو فوق المتوسط بقليل لأسباب سوف نتعرض لها لاحقا منها ما هو منتظر كـ« هيكاري » للمخرجة نوامي كاوازي مثلا.

كعادتها ابتعدت ناومي كاوازي عن المواضيع المعهودة متجهة نحو مجالات يمتزج فيها الواقعي باللاواقعي، يلتقي فيها الوضع البشري بمحيطه الطبيعي. ميزاكو تشتغل كراوية للأفلام لصالح فاقدي البصر تُـعينهم بالكلام على متابعة ما لا يمكن أن يشاهدوه على الشاشة.

الموضوع في حدّ ذاته شديد الأهمية لا من حيث قدرة اللسان على محاكاة الصّورة فقط وإنما أيضا من حيث ايصال التعبير عن مشاعر المتفرج. والمتفرج هنا متقبّل ومتلقّ في نفس الوقت. وإلى جانب ميزاكو اختارت كاوازي كشخصية ثانية مصورا فوتغرافيا مشهورا فقد البصر، تتعرض ميزاكو إلى العديد من المصاعب في ترضيته.

الموضوع كان مناسبة لكوازي للتعبير عن هواجسها: مساءلة المحسوس بالإعتماد على المواد السمعية والبصرية وكعادتها في محيط طبيعي تتوزع فيها طبقات رهيفة لا متناهية من الأصوات والألوان…